Friday, August 31, 2007

كل الأشياء الجميلة

معظم ما احتجت فعلاً لمعرفته ، هو كيفية العيش وما ينبغي فعله وكيفية تكويني ، تعلمته في السنوات الخمس الأولى من طفولتي ... لم تكن الحكمة عل قمة جبل ، ولكن كانت في صندوق ألعابي الذي لطالما كرهت أن يفسد تنظيمه أحد
ورغم وجودهم حولي وعدم وجود فارق كبير بيننا الاّ انني استمتعت بلعب دور المسؤول الأكبر عن كل شيء
كان البيت دائما يسمع صدى صوتي مترددا بنغم لا يخلو من القوة والسلطة : ضع الأشياء في مكانها حيث أخذتها أو حيث وجدتها .. وعليك ترتيب ما قمت بالعبث فيه
لقد عشنا في عش من الحياة المتوازنة .. كما ذكرياتنا التي بت أراها في كل زاوية من غرفنا ، تعلمنا لبعض الوقت وفكرنا أيضا ، وقمنا بالرقص والتلوين والغناء واللعب والعمل وأكيد كان لشجارنا بعض من الوقت كل يوم
عندما خرجنا إلى العالم شبكنا أيدينا جيداً ، كما فعلنا عندما قطعنا الشارع لأول مرة
انتبهوا وعندما أقول انطلق يركض الجميع ..هل تسمعوني ؟؟؟
لطالما أعجبني دوري ...فالقيادة كانت ولازالت حلماً يداعب مخيلتي

أذكر في وقت من الاوقات عندما زرعنا بذور القمح في كوب من البلاستيك امتدت جذورها إلى الأسفل بينما نمت إلى الأعلى .. وإلى الآن لا أحد يعرف كيف أو لماذا يحدث ذلك ؟؟ ولكن إحساسا عميقا بالإنجاز والفرح تملكنا ، و ما عرفناه جيداً هو أننا أشباه تلك البذور ، لقد كنّا تلك البذور التي امتدت جذورها قوياً في الأرض ونمت وتعانقت منطلقة نحو السماء
فنحن نسجنا جميل الحياة بألواننا .. أدرنا الزمن على دولابنا .. وعرفنا سويا أن الإيمان والحب والضحك جميعها يعدو لينطوي تحت رايتنا بدعم ومساندة لا تقهر ..عرفنا أن الحياة ليست سلماً بلورياً ، بل طريق مليء بالعقبات والمنعطفات ولكن دائماً ومعاً كان بإمكاننا تسلقها والوصول إلى المهبط بسلام ، لقد مرت لحظات غطى الظلام طريقنا ولكننا لم نتراجع ولم نجلس مستسلمين .. لقد غنينا فرحاً وحزناً وعرفنا أن قلوبنا لن تغادر بعضها
أعلم أن ماضينا ممتلئ بالذكريات ، ولكن ما أعلم وبقوة أن حاضرنا يتسم بالتحدي والمغامرة والمتعة ، لأننا وببساطة مسموح لنا بقضاء أيامنا مع المستقبل .
قد تأخذك أجنحتك لتطير وتحلق بعيداً ، ولكن في النهاية ستقيم في عشك الذي لطالما احتضنك .. وستجد صدى ذكرياتنا هناك دائماً يقول لك الجملة التي سمعتها كثيرا مني
لا تدع أحدا يسرق حلمك .. اتبع قلبك مهما كان الأمر .. وعليك ترتيب ما قمت بالعبث فيه