Monday, August 13, 2007

عليك فقط أن تنطق بها

افتح عيوني صباحاً .. استنشق الهواء ما شئت .. أتمدد كالقطة أتثاءب مبتلعةً طاقة الكون جرعةً واحدة .. أشد أوصالي وأطلق آهاتي الصباحيّة .. أتأكد أن الدنيا بخير ولا ينقصها سوى مشاركتي والوقوف على قدميّ
تمر عليّ موجة من السكينة ، ويمتلأ قلبي بالهدوء و السلام ، وأسمع داخلي نبضاً قوياً .. نبض قلب لطالما عاشت به الكلمات والأنغام ، يدور بخلدي العديد من الأفكار ، أتذكر تلك الأوقات الرائعة وشعور بالحماية والأمن والدلال ، أتمنى لو تغمض عيوني وأعود لأحلامي الوردية من جديد ، أحلامي التي لطالما حملت أسمى أمانيّ وكل إعتقادي أنها فعلا ما يرضيني
لقد جربت وضع قلبي الصغير في خطر دونما البحث عن أي ضمان ، جربت طرح مشاعري بدون تلقي رد أو إجابة فعليه، ربما كان البقاء بقرب من أحب هو الهدف في ذلك الوقت ، ولم أعلم أن كل ما احتجت إليه هو أن أتعلم أن أفتح قلبي وامنح الحب دونما مقابل ، أجل لقد كنت بحاجة إلى تعميق علاقتي بنفسي
لطالما كان السؤال : كيف يمكنني إخبار غيري أن يعيشوا حياتهم من خلال وجهة نظرهم ليحققوا ما يريدونه لأنفسهم ؟
ودائما كانت إجابتي : إفعل ما تريد حتى لو كنت ترتجف
ربما لا تكون إجابة مقنعة للوهلة الأولى ، ولكن لو أردت الإقتراب لإلقاء نظرة فاحصة
فحقيقة الأمر أن الحياة أعجبتني ... بكل ما فيها ، بطيف ألوانها من أسودها إلى أبيضها ، بحركاتها من سكونها إلى عواصفها ، لطالما عكستُ سحرها وسحرت ذاتي لتتناسب معها .. في صمتي وفي ثرثرتي في حزني وفرحي في أحلى أيامي وحتى أمرها ، في كل ألوان الضجيج فيها .. عشقتها حتى الموت ، وعشقت نفسي معها .. عشقت أناي لحدود النرجسية وسعيت دائما لتغير هذه الأنا التي أحب
تمنيت العيش في كل أنا أحببتها ، حتى أميّز ألواني هل هي كألوانها ؟ تناقضاتي هل هي كتناقضاتها ؟
أحببت العيش لحظات بأفكارك ، بمشاعرك ، بهدوءك ، بجنونك ، بغضبك ، بصمتك، بفلسفتك ...فهل سيكون الفارق بيننا كبيراً؟
زرعت طموحاً سعى لتغيير الأنا التي عششت في داخلي ، هكذا عشقت حياتي مرة مع أناي ومرات مع أنا غيري ، لقد أخذت الأمر ضربا من ضروب السياحة بين الأنوات ، وأن أملك بالنهاية ما يسمى
بمفاتيح قلوب البشر
نعم .. لقد طوّرت مهارة الإقتباس من أنا الآخرين لا بتكرارها بل بتكريرها وإعادة إنتاجها في أشكال جديدة أكثر نفعا وأكثر ملائمة لواقع لا يشبه واقع أي أحد ، كنت النحلة المحبة للتنقل بين الخلايا ، العاشقة لألوان الزهور وروائحها ، ليس المهم أسماؤها أو مكان الخلية بقدر ما هو مهم الإهتمام بنوع العسل وجودته
قد تقطف زهراتنا وقد نهجر خليتنا مكرهين ، وقد يتعبنا العمل ، وترحل عنا السعادة كالأيام .. كالعمر ، وينبت بالقلب جرح باتساع الفراغ ، ولكن كما الأزهار تفارق نحلاتها كان لابد من الفراق ، و
كما يقال أو قيل : يواسينا تركها أجمل وأفضل وأقدر على صنع العسل
...
قد تهدينا الحياة لقاءات غريبة يعكس فيها شخص ما حقيقتنا وما يمكن أن نكون ، فيشعل فينا أعلى قدراتنا وطاقاتنا ، وينسينا ظلال الحزن التي نقشناها على جدران أيامنا ، ليراقص القمر كهولة الليل ولتشرق شمس تطلع لتغمرنا نقاءاً وفرحاً من جديد

ينتفض قلبي وأبعد أطياف أفكاري وأبحث في جيوب روحي عن الرغبة في العمل ، فلازالت النحلة تحب خليتها وتعشق زهراتها ، وأبدأ يومي بلحن محبب وكل يوم أقول
نعم ... سيكون يومي أجمل إذا عملت ليكون كذلك