Monday, December 8, 2008

نعم .. من فلسطين أدوّن


تطل الشمس على يومي ، تمد يدها.. تساندني .. تنير لحظاتي .. وتختفي بين غيمات الخريف خجلاً من قمر يلمحها وسط السماء، أبدأ يومي كوردة منكمشة على نفسها تشعر بالبرد وتخاف لسعات النحل والأمطار العاتية، أنتظر يوماً تشرق الشمس فيه وأتحدى العالم وأواجه المخاطر وأنشر رحيقاً يملأ الأنفاس عطراً وأترك بذوراً تملأ الحقول ألواناً.
قد تمر الأيام صامتة صمت السواد باردة برود الموت هي أيام نشكلها وتشكلنا وننعجن معاً فنكون أولا نكون وننسى من نكون ونبقى نحتفي بالتجربة باخفاقاتها ونجاحاتها ونحاول الإستمرار قدماً

فهل نستطيع دخول أعماق وقد أقفل اليأس أسوارها؟
أم هل ندخل نفقاً إذا لم يكن هناك ضوء في نهايته ؟
وهل سنجد ماء الصحراء إذا لم يؤلمنا السراب؟

قد نرسم نصاً ونعطي القلم لمن يملكون مفاتيح القلب لكتابة الحكاية ونبحث من خلالها عن رضانا عن ذواتنا لتحقيق سعادة مرتبطة تماماً مع حب الإنجاز وقوة التفوق والتغيير وقد نفعل أشياء نعلم مسبقاً أنه يجب أن لا نفعلها إلا أننا دوما نندم على ذلك وما البكاء من خشية الله الذي هو أجمل لحظات الإيمان إلا ندما على معاص نرتكبها ،فخطأ المؤمن هو ما يشعره بجمال هدوء نفسه طائعا وكذلك طاعة العاصي تشعره بسوء حاله مبتعدا حتى لو استمر حال الاثنين
قد ينقذنا دوماً حب الناس لنا ونتخذ منه مبرراً لجميع أخطائنا مع علمنا يقيناً أننا نكون أفضل من أجل أنفسنا لا من أجلهم ، والأسباب تتعدد فنحن مشغولون بحياتنا إلى حد لا يظل هناك ما يجذبنا أو حتى يحيي المغامرة فينا ويبقى صوت .. صوت عميق في أعماقنا يدغدغنا ويوقظنا ويدب الحماسة فينا يشجعنا على ترك الكأس الذي اعتدنا ملأه والشرب من عادات الحياة والوقوف فجأة للبحث في جيوب أحلامنا عن مفاتيح تحقيقها ، وحتى نقوم بالامساك بزمام الأمور علينا بالإستعداد لمعركة التعب والملل والعادات إذ لا يمكن أن ينمو حب هكذا في حديقة خضراء مهما رويناه بعناية فلن تغير المادة من طبيعتها وتصبح شيئاً مختلفاً إلا إذا آمنا بالكامن الموجود داخلها ،ولن تكون الجنة جحيماً والجحيم جنة إلا إذا أردنا .. وعندها يمكننا الإستمتاع بالمشهد أثتناء الجلوس على صندوق كفن أو حتى صعود حبل المشنقة أو حتى أن نملأ أيامنا بأغان تجلجل بهجة وفرحة بينما نتضور جوعا وتتقلص أجسادنا حتى الموت
لنستمتع بالوهج الداخلي وليكن لنا هدف ... فكرة نبيلة أو حتى طريق نسلكه لنسعد الآخرين من خلاله بدلاً من أن نكون أشخاصاً منكفين على أنفسنا كومة تشكو من أن العالم لم ينذر نفسه من أجل تحقيق سعادتنا
أقوى الازمات توهبنا قوة لا نشعر بها تحوّل انتباهنا إلى خارج ذواتنا وعندها نستطيع التركيز على الآخرين من خلالها ونشعر أن هناك شيئا أكبر واكثر حيوية وأهمية كي نعيش من خلاله
أخيراً .. إستحضر كل الأشياء التي تشعرك بالإمتنان لأجلها وارسم على وجهك إبتسامة عميقة وادعو معدتك للرقص طرباً مع كل مرة ستضحك عالياً وأنت مفعم بالحياة ... والأمل
سنستطيع زراعة الحب حيث تتواجد الكراهية واليقين عند الشك والامل عند اليأس والنور عند الظلام والبهجة عند الحزن
وتذكر
أن شذى العطر يتعلق دائما باليد التي تقدم لك الزهور