Sunday, November 25, 2007

حقق ما يتمناه القلب

تتعانق رموشك كل مساء ، تنكمش على نفسك وتشتاق إلى أكف تداعب خصال شعرك المغبر من معاناة الأيام ، وتمر ليالي الشتاء طويلة تحمل معها قطرات الأمل لتستيقظ على سعادة غُلّقت أمامها أبواب المساكن الا باب قلبك ، وتشرق شمس على كوكبك وتفترق رموشك عن معانقة عيونك لخيوطها الذهبية قائلة
" صبــاح الحــب أيها الحــب "
وتتحوّل الهمسات إلى ترانيم عذبة ، وتكتشف بداخلك مأوى لكل شيء جديد فيشتعل الشغف ويسكنك الجنون ، وتنير قارات ذاتك المنطفئة وتهجرك الأحزان تحت عجلات سيارات الطرقات وتنسى تلك المومياء التي رقدت عصوراً في صندوق قلبك بلا حراك أو صوت . وتكتشف أنك في منتصف حقل ربيعي مزهر قد نبتت لك أجنحة وتحولت إلى فراشةٍ شفافةٍ مليئةٍ بالتوقّد تحلمُ وتنام وتشرب حب الحياة وعشقها ، وتتمنى الطيران بعيداً عن مدن النّاس وشوارعهم ، وبناء مدينتك وشوارعك وبيتك "حصناً تنكمش فيه بعيداُ عن ضوضائهم" ، وأن لا يحتوي عالمك سوى موسيقى ضحكات وحركات تهريج وسهامٍ تدبُ في قلبك مع كل نظرةٍ تشملك ، ومع كل مرة يُنطق فيها إسمك ينتزع مسمار من قلبك وتُعانق الأرض راكعاً شاكراً لوجودكَ على هذه الأرض
كل يوم تترصد عيوناً مجهولة تتقابل في الطرقات والأبنية ، وغبارٌ يمسح عن النفوس ، وفرحٌ يولد بين الأصابع ، وغد مليء بالإنجاز يشرقُ من بين الضلوع
وينمو تساؤل عبر الدرب وبين سطور التاريخ ، وبين لحظات النبض للتعبير عن ما يخفيه دولاب الأنا التي عششت في ذواتنا ، فتجدها تنطِق معترفة يومياً تحاكي العيون جدار الزمن وتصنع خبزاً جنيته من قمح سقته أنفاسك
وتستسلمُ كسنبلة لمنجل الحصاد وترى قدرك في كل محب يرتقب اللقاء والفراق ، ويشتهي العناق والخصام ويلتفت أحدهم إلى النجمة في السماء ملتقطاً إياها وواضعها في أجمل علبة للهدايا راسماً بجناحيه كلماتِ الحب على خط الأفق في السماء ، ويضيق العالم بوسعه في آخر ليلتقطَ حفنة من تراب الأرض دون أن يهمسَ بشيء ، وتتسلق الشمس جراحه في طريقها لبرمجة يوم جديد ، وترسم الأشجار دروباً إلى كنوز علي بابا
وتتوقف معادلات الكون وموازينها لقياس مقدار حب كل منهما ، وسأترك لك تقدير أي هدية حملت حباً بمقدار رمال الشاطئ وموسيقى النجوم اللامعة ولحظات عمر وعناق أجفان
هناك شيء من طبيعته أن يهم كل الناس ، شيء يخص كل كائن بشري بصرف النظر عن القيود التي وضعناها بين أعراقنا وهوياتنا وحتى نحن أنفسنا ..... أجل هناك حب يشغل كل الناس
ليس هناك فائدة للبحث في موسوعة علميّة عما إذا كان الحب إختياري أم إجباري ، أم أنه قرار قلبي أم عقلي ، فإن الموسوعة لا تدلنا على الطريقة التي يجب علينا الإعتراف بها بما خبأته قلوبنا ، ولن تقول للأم كيف تحب طفلها ولا على الشخص كيف يعامل زميله ، ولكن قراءة ما فكر فيه الآخرون يمكن أن تساعدنا على تشكيل حكمنا الخاص على الحياة
تنتهي الإستخبارات يوماً إلى حل لغز بوليسي لكنها لن تتوصل إلى حل لغزنا أبداً
كل لحظة ينتهي العالم إلى حل عدد جديد من الألغاز ، ولكن مع الحب .. وكما أننا في جلسة شعوذه نجد أننا لا نفهم شيئاً . وتتحول المناديل إلى وردة جميلة نقدمها لمن نحب ويعتقلنا الحلم ويدثرنا اليقين بأنها حياة تستحق الحب