Saturday, November 28, 2009

أنت عيدي

يشق صوت قطرات الماء المنهمرة سكون النهار يغذي أرواحنا العطشى بأمل الربيع حيث يغمرنا الخوف من حصاد لا يجيء ، فأجدني أنا التي أنبت وجاءت مع فرحتي كل المواسم مجتمعة وأجمل ما فيها موسم الشوق والانتظار والتألق ، وموسم الفرح الذي ترسمه كلماتك وكأنك هواء المواسم وانقلاباتها وكأنك روعة الحروف التي تنتظم قصائد شعرية أو حتى مقالاً يصف قسوة العيش والاحتلال.

انت عيدي كلما تتالت الأعياد ، وأنت عيدي كلما اشتريت فستاناً جديداً و كلما رأيت نفسي في صفحة سمائك أزداد جمالاً وأتزيّن للقائك أكثر ، أنت عيدي فلا تسأل عن أي جرح سوف أتكلم فليس في العيد جروح وليس في العيد أحزان

لن نلتفت عميقاً في التاريخ ولن ننتظر عيداً مثالياً مختلفاً عما عهدنا ، فجماليات الشتاء تكمن في برودته ولو اخترقتنا ولو حتى أمرضتنا ، ولن التفت الى جروحي المنتشرة بل سأرى أفراح الأطفال وألعابهم -بقايا صاروخ- أو حتى ورود على قبر شهيد سرقته الحرب فرحة العيد.

أنت عيدي بلون المدينة التي تعودت قضاء عيدي فيها ، تلك المدينة التي تتقن الحياة رغم حصار الموت وقد استبدلت العابها النارية بقنابل ورونق الطرقات وزينتها بسلاسل مجنزرة .. أنت عيدي بحبي لأهدافي التي أسعى إليها ، باتقان جدتي صنع الخبز في المنزل ، بصمود اشجار الزيتون التي تغطي أراضينا ، لذا لا تسألني عن أي جرح سوف أتكلم !!!؟

أنت عيدي والقدس عروس قلوبنا وفتاة أحلامنا حيث نضع شروطنا وأمنياتنا ونتجهز بل ونحلم بيوم لقائنا ، أنت عيدي وهواء مدينتي يملأ رئتي .. يعانق جسدي ترابها .. وأنا أقرب إليك وأزداد فرحاً كلما سمعت اسمك وتدق جدران ذاكرتي دماء شهدائك وعدد أسراك وكلما تكاثر أبناؤك في المهجر... ، لا داعي لتنظيم الشؤون والشجون لنغير نظرتنا عن الحياة فجأة لنقول أن العيد جاء بمفاجآت أعظم
أحبك كما كنت ..كما أنت .. كما ستكون ..أجل .. أحبك كل يوم أكثر وكل يوم وأنت أجمل