Sunday, September 27, 2009

وداع لا بد منه

عندما تتعانق المناسبات بطريقة غريبة فتلتقي أحزان الفراق بفرحة العبادة بعد شهر الصيام بوداع الأحبة ، لحظات بل ربما أيام يتساقط منا العزم والأمل كأوراق الخريف الذي لوّن الطرقات وأعاد ذكريات وترك أخرى ، فنعود لنقش ذكريات حفرت داخلنا الإرادة وتنميّة القدرات الداخليّة الموجودة في حياة كل منّا حيث نستطيع تحدي المحن وأي محن نستطيع مواجهتها عندما لا نتجهّز إلا للبس ثوب الفرح
لقد مرت ليال القنوت بسرعة حملت الأمان والهدى والحكمة والقدرة على العطف على أخطاء الآخرين وحماقاتهم شيء من الود الحقيقي لهم ، شيء من العناية باهتماماتهم وهمومهم لنرى نفوسهم مجردة على حقيقتها وننتظر حبهم ومودتهم وثقتهم لنجدها تغمرنا وتسعدنا وتروينا مقابل القليل الذي بادلناهم إياه من انفسنا ، حملت معها تسامحاً وحباَ نحو كل من حمل لنا سيوفاً لتدمينا ورضاً نحو خالق لم نر منه الاّ ما يسعدنا ويبرد قلوبنا ويطمئنها ... نرفع الأكف نحتضن الأمل ونطلق الأماني قائمين الليالي ومسبحين بالأذكار ، لأننا ولسبب ما أم لأننا مهما كانت سعادتنا في الجزء الذي نعيش نرى السعادة في الجزء الذي لم نخضه بعد
هـل جــربت حقــاً طعـم ذلـك؟
تناظر عيوننا صفحة السماء كل ليلة تشق النجوم بلمعانها تلك الصفحة ترسم جماليات نستمتع نحن معشر البشر في تخيلها ولا اعلم هل ننسى أم نتناسى حقيقة حرقتها وشدة اشتعال نيرانها ... أجل هذا تحديداً ما يحصل معنا مع حقيقة اسمها الموت ، نعلم انه موجود وراء كل شيء وفي كل مكان ونحاول النظر الى الحياة من خلال بقعة السماء وتجمع النجوم بعد المساء
ننسى حقاً أن تلك القوة التي لا تنفك تدهشنا هي تحديداً ما يجعلنا نصرخ من الألم لفقدان أحبائنا ونعتقد أنه جرح لن نشفى منه أبداً ، ولكن بعكس كل شيء في هذا العالم فالموت يبدأ كبيراً وسرعان ما يندمل ، وصرخات الألم سرعان ما تتحول الى ترانيم وذكريات عذبة تسلينا ، خصوصاً اذا كان من فقدنا قد غرس بذرة خير نمت وارتفعت سريعاً في الفضاء وأثمرت قلوباً وعقولاً تدق لذكراه دوماً
ستطلع الشمس وستغرب ما أراد لها الله وستخرج حياة من كل مكان وستنمو الزهور في حديقتنا مجدداً فكل يوم سيكون بصفحة بيضاء مستقلة ، فراق لا بد منه لأحباءنا الذين غادرونا الى الدار الآخرة رحم الله اموات المسلمين واسكنهم فسيح جنانه ، وداع لابد منه لكل من سيحمل حقيبة السفر الى بلاد أخرى "للدراسة ، للعمل ، او حتى لبدء حياة جديدة" نستودعهم الله دينهم وعلمهم وحبنا الراسخ لهم وكلنا أمل بتجدد اللقاء قريباً ، وداع لا بد منه لرمضان سنرفع الأكف ليال عديدة أن يبلغنا إياه في العام القادم ، و أن ينفرج الغد على صورة أجمل وأروع وأزهى مما نرى ، ومهما كانت بشاعة الواقع فإن
الإيمان يجمله ويلبسه ثوباً مطرزاً بالأمن والعافية والأمل وهذا ما نحتاجه لإتمام الطريق وأكثر