Tuesday, July 14, 2009

خيارات صحيحة


لقد رأيت الشمس مقبّلة البحر مرات عديدة وسمعت أناشيد الرياح في الوديان ، وأخذت بعيداً عن الحياة والضوضاء لقد مرّت ليال كثيرة غطت بها السعادة أيامي ، سعادة لم تشرق من قبل على شطآني بل ربما لم تحصها حتى نبضاتي وانبعثت دماء الفرح من قلبي لتروي صحراء أيام مضت ، أقولها ببساطة .. لقد تعددت خياراتي وأعطتني تصوراً اعمق عن اشياء أحبها وأشياء أفعلها وأخرى أتطلع إليها
ربما لأن الجدوى من الزمن هو أن يجعل الامور اوضح الينا وكأننا لا نستوعب المواقف بلحظاتها بل نجري مسرعين الى المحطة التالية بدون وعي بل لغباء منا ننتظر الفرح ان يأتي مع الطرف الآخر مع اننا قد نعلم أن النهار لا يأتي الاّ مع الشمس
لطالما تعانقت أيدينا وركضنا سوياً في الطرقات نغني اغاني الفرح وتجلجل ضحكاتنا الأسوار ولو تسنى لك العبور في أي من اماكن تواجدنا لوجدتنا نشاكس بعضنا تارة وتعلو اصواتنا متجادلين تارة أخرى ولأضحكك حالنا المتهالك لننام بملابسنا وأحذيتناعند التعب ... ولوجدتنا في وقت آخر يضع كل منّا اغانيه في أذنيه معبراً عن عدم المشاركة والشعور بالملل متشتتين تماما كجزر الاميرات في بحر مرمرة
وكما يقسم البسفور اسطنبول المدينة الواحدة الى شق اسيوي واخر اوروبي اقتسمنا خبراتنا التي عبرت عن البيئة التي عاش فيها كل منّا مؤخرا، لقد حملت جباهنا مستودعاً للأفكار وايدينا المتشابكة لطالما كانت رمز القوة وعبرت عن عظمة الحنان
قد نغضب من أي شيء ويزداد غضبنا حتى تذيب انفاسنا جبال الجليد القابعة هناك وتملؤنا وحشة البحار الواسعة حيث تمتزج زرقة الماء بسواد الليل وننسى ان قمرا سيشرق كعبرتين تتدرحرج على وجنتين ورديتين ، هكذا تبدلت احوالنا مؤخرا وتعددت خياراتنا ومهما هربنا من مواجهتها فلا خيار الا الاختيار ، قد لا نكون ممن يهتمون حقا بالمجد والوجاهة والفخر او حتى بالزينة والغنى وارتفاع القدر ، بل نجري باحثين عن راحة البال وايمان عميق بالقدر
لن نغني للشجر كطائر بالقفص بل سنرسل اجنحتنا لتنال كل القمم ولنحقق ما نصبو اليه اين ما اوصلنا القدر وسنتقبل كلمة الرفض برأس عالية وروح لا تنهزم ولن نختبئ طويلاً لأن فصل الشتاء مهما طال فهناك ربيع أجمل بانتظار ان يبتدئ

مباركة تلك الأيادي التي غمرتنا بالحب ومباركةَ تلك الصدور التي عانقتنا في لحظات اليأس ومباركة كل النتائج التي جاءت فيما وراء التوقعات ، كما مباركة تلك المآذن والاسوار المنسوجة والمزينة برائحة التاريخ المعبرة عن عظمة الحقبة الاسلامية القابعة بما نقشته هناك متحدية العيون والقلوب والأوراق والآمال
فرحةً سعيدةً مهللةً .. هكذا كانت أيامنا تنساب بروعة في مدينة الإسلام