Saturday, February 14, 2009

ثابر ، فهناك مصير أفضل بانتظارك


كل مساء تختفي شمس من السماء ، ترسم أشكالاً وتترك ألواناً وتتلوها نجمة تتلألأ في عيون محبيها ، تدق أجراس الروح شوقاً وتنتظم الكلمات في الخيال مصطفة ، نتمسك بها كطفلة مدللة تخاف الفراق ، ورغم يقينها أن الليل سيسبق النهار مرات عديدة قبل أن تلاقي محبيها وقد لا تفعل ... تتسلل إليها وحشة الليل وبرودة الفجر ولا تجد سوى بضع من ذكريات تدثرها وتدفيها لتتلاقى رموشها مرات عديدة إلى أن تستسلم لمعانقة أحلامها. تماماُ كفراشة يتخافق جناحاها برداً تبحث عن وردة تسكنها ، تؤويها ، تتعلق بأوراقها وتخفيها ، ورغم كل المحاولات لن تستطيع أن تنسيها حقاً ما أدمع مآقيها ... تحسها الآن أكثر من أي وقت مضى حيث يبدو حزنها كله مجرد معبر الى هذا الحزن الذي يشقها كبريق الشمس في الجليد

ما أروع ما يفعله فينا الزمن ... يحوّل الذات فينا من السكون إلى الكلام ، وتسكننا السعادة وتشرق علينا شمس واحدة يتغلغل نورها فينا ينهشنا من الداخل إلى الخارج ويجعلنا في منتهى الضعف ، يثير الفوضى فينا ويتركنا نحاكي الظلام وهو يسلك الطريق إلى قلوبنا ، نرتد بعدها إلى السكون منصاعين لألم الروح وألم الجسد .. أو ربما هو ألم القلوب ولكننا لا نعترف
بنينا القصور وشيّدنا القلاع ظناً منّا أننا نحمي أنفسنا من الأذى .. ولم نفكر حينها أن من أراد الإختراق لن ينتظر الإذن بالدخول ولن يختلف وقتها عن أي متهور غيره ليعطي نفسه صلاحية التجوّل في دنيانا المبعثرة ويزيدها بعثرة ، فتتسرب الحياة من خلايانا المتلاصقة فلا تغدو ملكنا ولا نحن نصلح لنكون مدافعين عن أسوارها ، عندها سنفضل تضليل أرواحنا على مصارحتها ، سنفضل أي غربة وأي هرب وأي شقاء

وهل هناك غربة تساوي غربة القلوب ؟؟ أم هل هناك شقاء يساوي شقاءها ؟؟ على الإكتفاء بالإنصياع لما قدّره القدر ؟؟

وبما أننا نعلم جيداً أننا نحن ونحن فقط من يصنع أيامنا ويغيرها ويحييها حتى لو كانت حواء بكل حوائيتها وجمالها تحلييها ، وحتى لو رسمنا أعرض الخطوط في مخطط حياتنا وسطرنا برأس الصفحة الأولى " لا للتخلي عن أحلامنا " ، ورغم عظمة الإنجاز في عيوننا ، ورغم ما يحاك عن جاذبيتنا وسحرنا الاّ أن عمق السر لا يكاد يذكر فعظمة الإنجاز باختراق الذوات يتكون ببساطة من أشياء صغيرة عظيمة تتكرر كل يوم فليس الشيء بما يحتويه بل بالكيفية التي نراه فيه ... وعندها لن نستطيع التعبير عن مدى شكرنا لإعطاءنا لمحة عن جمال هذه الحياة وعن تأثير وجودهم فينا ، ولن يكون لدينا أدنى شك من أن الحياة ستحمل في طياتها من سيسعدنا ويشقينا ويتعبنا ويحمينا ويمد يده تساندنا وتقوي العزيمة فينا ... أجل ستحمل الحياة ما يرضينا

أخيراً ... لنقيّد أحباءنا بالثقة ولننسى قلوبنا الجبانة للحظات ولنهدئ من اهتزازاتها المرتجفة فأكبر مخاوفنا "إخفاق الأماني" وافتقارنا لمن نبثهم شكوى الأحزان ، فقد عرفنا الجميع بالفرح والأغاني و شاهدوا الإبتسامات والأفكار وأطلقوا الأماني ... ورغم أنهم لم يستطيعوا إحصاء الأثقال التي حطمت الأحلام ورسمت دمعاً من صحوة الأيام ، الاّ أنها أبقت أكتافاً تتحمل أثقال الحياة وتعبها هي نفسها الأكتاف التي تحمل أكفاً ناعمة تحتضن محبيها وتناجيهم ... لأنه وببساطة لا يستطيع أحد التعامل مع القلوب الاّ اذا توفر لديه العطف بدافع من الحب
ويبقى السؤال متردداً
هل نحن مستعدون للمغامرة والمجازفة والعمل ولعب لعبة الحياة ؟؟؟