Tuesday, August 12, 2008

الأمر يقتضي الشجاعة

كما ابتدع أجدادنا الأساطير وكما تتحلق الساحرات في جلسات استحضار الأرواح نستذكر كنواتنا المنسيّة .. ذلك الكيان الذي لطالما أسره سحر الكلام وعشق الخوض في مجهول الحروف ، و يلف السواد سماءنا ليلاً نتكوم خلاله داخل صومعتنا خائفين، فتحدي المجهول هو قمة المغامرة و عشق الحياة ما زال فناً يكتسب مع الزمن .. كطائر منتصر يغرد على قمم الجبال ، حلّقت عيوني تحاكي صفحات المستقبل تحاول أن تستقرأه عبر جداريات الأيام الذي نقشته أيد لطالما نمت على حنانها أغصاننا ، و تتطلّع اللهفة لعناق نور الشمس نحو الأمل بغياب الظلام محاولة إستعادة ذات تاهت بين نفس توّاقة وقلب يسير بلا وقود.
نسير بين لحظات الزمن ..فريدة هي حياتنا فكل ثانية مهما تشابهت أو تطابقت لن يكون هناك مثلها أبداً ، تخترق الحقيـقة سكناتها .. تحرقنا أو تتركنا مغيّبين وتنطلق كالشمس تنير حياتنا .. نطلبها ، نريدها ..هي حزننا وسعادتنا ، هي روحنا وضميرنا ، هي خيرنا وشرّنا هي كل شيء ..وربما لا شيء
تتلألأ نجمات وسط السماء تماماً كفتاة خجولة بعيون حبيبها ويخترق النور غيماتها .. تتكسر لتصطف تلك الألوان كخلايانا النابضة بالحياة .. فتدق قلوبنا حباً على أوتارها وتتشابك أيدينا تواعد أنفسنا بوعود تكتب نفسها في لحظات ولادتنا وتحمل عناوين نتقلبها كما نتقلب صحفنا اليومية كل صباح ويبقى صدى العنوان الرئيسي يتردد مع كل لمحة تنتقل فيها عيوننا تحاكي تفاصيل السطور ألا وأن الوعد الأول يساوي المستحيل .. و لكن ..
هل سيبقى المستحيل مستحيلاً بعد أن نعتنقه؟؟
تتناثر أفكارنا كذرات رمال تناقلتها أمواج المد والجزر ، فقدرنا بات متعلقاً بإرادة المستحيل ومع هذا لازلنا مقيّدين بكرسي الزمان ومكبليّن بأحكام المجتمع ، نبحث عن رؤية أوضح .. نمعن النظر في أعماقنا و نعلم يقيناً أن من ينظر خارج حدود ذاته يحلم ، أما من ينظر داخلها سيستيقظ يوما لتحقيق ذلك الحلم.
تراهم حولنا كما تتغازل الفراشات حول زهراتها تتصارع اللهفة في قلوبهم وينير الشوق في عيونهم وتنطلق كلماتهم تغذينا .. وتتعبنا .. وتحيينا .. ، تكسرنا تارة وترفعنا تارة أخرى.
أو قد نترك طوعاً وحيدين يتردد صدى الصمت في بعضنا ، فحتى الإحساس القاتل بالتعب أو حتى قطرات العرق المتسللة عبر شقوق الزمن تغدو أجمل وذات معنى بل قد تصبح جزءاً من سعينا نحو أهدافنا إذا وجدنا حقاً من يستحقها ويشاركها .. فنقبّل تلك الأكف التي ترعانا وتحمينا ونحميها وتدفعنا وترتفع تسأل المولى ليعطينا ، وأخيراً تعزف لتستمر ألحاننا .. ولا نعلم حقاً
هل استمرارية اللحن جزء من مستحيلنا؟!؟
عندها سنعود طوعاً إلى معادلتنا متغيرة العناصر متوازنة الطرفين ، فقد يجبرنا الزمن على تغييرها "إضافة أو حذف للعناصر" .. ستختل تارة وتارة أخرى ستتوازن ، ستكوّن حامضاً يحرق لامسيه أو مرهماً يشفي جروحاً أبدعتها كفين وضعنا كامل ثقتنا بين ثناياها ، كالطائر الجريح ولو سقط أسفل الوادي ستبقى عيناه معلقتان على القمة وبين فينة وأخرى يحاول تحريك جناحيه للصعود ، لأن الشوق لنور الشمس ينسينا أحيانا حرها وحرارتها .. و يتردد نفس السؤال عند كل معبر ومفترق للطرق :
هل نحن مستعدون لقبولها ومواجهتها ؟
وبغض النظر عن حيوية الجواب أو ديمومته .. سنتقبها .. سنتكيّف معها .. أجل .. سنعيشها .. لأنه سيبقى دائماً
هناك ما يستحق الحياة على هذه الأرض