Friday, April 11, 2008

لن تغيب الشمس الا بأمر من ملك السماء


ليس الغياب موتاً للحروف ، أو حتى نسياناً للهدف ، ومن الجيد أنه ليس هناك سليمان لهذا الزمان وحتماً لست أنا بالهدهد الجميل .. ورغم صعوبة الرؤية وتسارع الخطى الاّ أننا لا نزال نشعر بثقل الأمانة وأهمية غرس شتلة ولو يوم القيامة ، إنها الحياة كلما اقتربنا نتباعد .. و ترتفع جبال الكلمات و أصداء لم تخطر من قبل في البال ، ولكن و برغم كل شئ ما زلت أتابع تسجيل حواراتي ذات الصوت الواحد .. و إن لم تخترق مرة جدران محيطاتي .. نعم .. اخترت الكتابة من جديد .. رغم أنني أعشق خشخشة الأوراق و صرير الأقلام .. للكتابة هنا متعة أخرى .. كحبات لؤلؤ تنفرط ، فتسقط مصدرة صوتاً عميقاً يغازل الأسماك في قيعان البحار .. أما الكتابة على الأوراق .. فتشبه زخات المطر، تتساقط دفعة واحدة وتوقظ عشق البذار لينمو من جديد ، فإشراقنا سيدوم لأن طاقة كالتي نملك لا يستطيع قمر إخفاءها ، وإن كان كسوف الشمس في وسط النهار الاّ بداية لإشراق لون جديد

ننتظر كل يوم ضياء الشمس لنعكس نورها لنرسل أشعتنا الصباحية ملامسين خدود الزهر ، كلنا نعيش ما نعيش .. نستيقظ كل صباح على الذكريات وننادي بأصواتنا ونخاف ان تعذب قلوبنا وتدمع عيوننا وننطلق كل يوم نقود سيارتنا بشوارع ليست بشوارعنا و تمر أيام ننشغل فيها عن من هم حولنا أصدقاءاً.. احباءاً.. او حتى نحن أنفسنا

ننتظر الامل وتحن قلوبنا لجلسات إستحضار ذواتنا المنسيّة أو حتى للوقوف والتفكير في حياتنا حلوها ومرّها .. حتى نكاد لا نرى في يوم ربيعي تتفتح معه القلوب شغفاً باعة الورود في الطرقات يرسمون رسالة الحب بأجمل نبتة تغني بمختلف الألوان فألوانها ما هية الا إنعكاس ذات تقول

لنحوّل خسائرنا الى أرباح ولننتظر هدوء العاصفة .. لن يحزننا قلة المقدرة فلهيب الشمس يطفئه الظل والآم المرض تذهبه العافية ؛ فربما صحّت الأجسام بالعلل

نعم

سيدوم إشعاعي حتى يعطي نوراً كافياً لنستمر


مع شروق شمس تقبل كبد السماء نفتح كراساتنا ، ونضع الخطوط الأولى في المسودة التي يصنعها الخطاط قبل رسم لوحته ، وغالباً ما تكون أجمل من تلك التي يضعها في الإطار. إنها الإرتجال في العزف الفردي.. المزدوج..أو حتى الجماعي بجماليات أخطاءه وابداعات ابتكاره وهوة أجمل مما يعرض على المسارح أو يسوّق في الإسطوانات ، لأن ما نحاول اتقانه دائما حتى لحظة المثالية غالباً ما يفقد الإبداع

تشق الألوان طريقها من قوس قزح تدخل عيونناً منعكسة من ألوان كنواتنا المتحدة مع خطوط تقاطع الزمن ، فالألوان ملك من أراد رؤيتها وليس كل من أمسك ريشة رسام وليس كل من أبدع في رسم لوحة زينت لوحاته جدران المعارض ؛ فاللوحات تملأ جدران أيامنا

وبالنهاية يتوج من نقش ذكريات تحاكي لحظاتنا الصامتة عند تعانق رموشنا .. أجل .. ذاك هوة الفنان .. وإذا كان الحب قوة الإبداع الأولى لتكن أنت أول من يرسم الإبداع

فالبداية لا تنتهي الا ببداية مثلها .. كلنا ضعفاء إلا أن قوتنا في إدراك هذا الضعف ، كلنا نحتاج كلنا نخطئ ونيأس ونتعب ونبكي ونمرض .. ولكن لانموت الا مرة واحدة إنما نولد في كل لحظة مرات ومرات ، وشعورنا بالتعب ما هو إلا مؤشر على الميلاد المستمر وعلى شعورنا بالحياة فالأموات والأموات فقط هم من لا يتعبون .. وسنحمل ما خطت أناملنا من خربشات وخطوط على قصاصات أيامنا ؛ فننسى منها ما ننسى ونضع منها ما نضع داخل الإيطارات
لنعتنق حبنا وتقديرنا لكل لون يغمر حياتنا ، ولنترك ذواتنا تنطق وتقدر كل جميل يزين طرقاتنا .. حقاً .. إنه الحب الذي يحمينا من تناقضاتنا أمام كل اختبار وعند كل مفترق للطرق ، فإذا كنا سنخسر رهان الحياة دائما يكفينا وقتها أننا سنكسب دفئ الأمل
كل ما علينا فعله هو مواجهة الواقع من خلال التحكم بمصادرنا ومحركاتنا العاطفية وجاذبيتنا الجمالية ولنتخذ بؤرا لامعة في حياتنا كبوصلة لاختيار الطريق ،إنها الخاصية الإنسانية المتأثرة بما تدق به قلوبنا والناطقة بما تشدو به حناجرنا .. فالبلاغة وسيلة الشاعر والعدسة بين يدي مصورنا ، فالحياة التي نعيش والدرب الذي نمضي هي انعكاسنا أمام مرآة الحياة
المهم أن لا نكون الماء الذي في الصخرة الصماء قد أثر ، بل لنكن الحمم التي ستخرج معادن الأرض وخيراتها
وإذا كان غياب كلماتي إنشغالاً لابد منه

يكفيني وقتها أن
حبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل