Sunday, January 27, 2008

...حتى تحققوا أحلامكم

في لحظات تتكاثر فيها أصوات الإزدراء و الإستهجان ، وعندما تمتلأ العيون بالدموع ولا يعود شيء ممتع على الإطلاق ، ونعيش أياماً عصيبة نتكوم خلالها داخل صدفتنا ويحتضر الأمل ويستعد للفظ أنفاسه ، ويتعانق الشقاء والتعب منتصرين ..كحافلة تحقيق الأحلام أو كشهاب يمر في سمائنا تومض له العيون يخرج شخص من خلف الضباب مقدما لك قلبه ... قلبا مصنوعاً باليد ، لامعاً وملوناً بطريقة جميلة.. ويهمس في أذنك بصوت مسكون باللهفة كالعناق، كما ينمو العشب في السهول ، وكما تولد الضحكة على شفاه الأطفال ، وكما تتابع الأمواج على الشطآن : إنك تستطيع أن تفعلها ... ومهما حدث لابد أن تتذكر شخصاً يهتم بك ويساندك لكي تحقق النجاح حتى لو كان هذا الشخص أنت نفسك ، يمسك بك من جلدة عنقك يضعك حيث لعبت عندما كنت طفلاً ومن ذلك المكان يمكنك النظر إلى العالم نظرة جديدة
في يوم من الأيام كان وجه القمر بحد ذاته سراً كبيراً ، لم يكن وقتها الجدل يؤدي إلى حل ، ولكن كانت تكفي جلسة تحت ضوئه وإطلاق خيالنا حتى تبتسم الأزهار النابتة على قمم الجبال وتتناسل أسماك الشوق الملونة
ينشغل كلنا دون استشناء بحياته اليومية وتصبح أدق التفاصيل كجدول ماء يأخذ معه كل شيء "هل تسمح وتناولني الكوب؟ كم سعر سهم الإتصالات اليوم؟ هل نسيت وضع البندورة في الثلاجة؟"... و كعقرب يسابق ثوان الزمن تخاطب نفسك ومن حولك: نعم .. لا .. تعال .. اذهب .. لا أبالي .. وتقولها كلها دفعة واحدة وأنت وحدك تفهم كل ذلك وقلبك متسع لنور النهار وظلام الليل
كلنا يمكننا أن نؤكد في لحظة معينة أننا لا نعيش بالخبز وحده ، أو حتى بالحب والحنان ولكن ما نحتاجه جميعاً هو : أن نعرف من نحن حقاً؟؟ ولماذا نعيش؟؟
لا تنتظر أن تصاب بالمرض لتعرف قيمة العافية ، أو حتى أن تتلقى رسالة غامضة لتحثك على شغل فكرك بشيء جديد ، فنحن نمر بالمحن ونعرف يقيناً أننا سنخرج منها بروح قويّة مثل الصلب الذي تصقله النيران، وقد نستخدم روحنا القوية لتقويّة أمة والترفيه عنها
عندها فقط ستكتشف أن لا مشكلة من الوقوع في الأخطاء، كل ما عليك تعلمه فعلياً أن الأخطاء ما هي الاّ فرصة كبيرة لكي نتعلم شيئاً جديداً...افتح عيون عقلك الآن واعط نفسك فرصة جديدة لأن مثل هذه اللحظات تصنع الرجال، لنسامح أنفسنا ولنفتح صندوق التجارب لنضيف عبرة أخرى تعلمناها من الحياة ولنعتبر أنفسنا أطفالاً للحظات وأن من اخطأ مجرد طفل ولم يصبح رجلاً بعد ... عندها ستصبح شغوفاً بمشاهدة الناس ، وستستمتع بالتعلم كثيراً من خلال المشاهدة والإستماع إلى من تراهم وتقابلهم كل يوم ، وستضحك طويلاً عند نفس الموقف كل مرة تماماً وستحب كل بحار العالم وسيشتعل الفرح داخلك من جديد وستلتهب حماساً وعملاً وفرحاً بكل جديد
...
ببساطة كياقوتة يزيدها اللهب صلابة