Sunday, March 21, 2010

وصفة لا تتكرر

هل تشعر بالدفء قليلاً اليوم؟ ...أجل... إنه صباح الخير من الإمارات العربية ، حيث لا تتلون الشوارع بالورود الملونة المنثورة على أرضية خضراء مصطنعة فقط! إنما تتلون بألوان ساكنيها ولهجاتهم وثقافة كل منهم .. بألوان عيونهم باندهاشاتها بأحلامها بتنوعها حتى بحلاوتها وجاذبيتها

لازال الوقت باكراً!!.....ذلك ما قلته لنفسي مئة مرة كلما نظرت الى ساعة يدي التي لا تزال تقف عند حاجز الثامنة صباحاً ، وقد أنستني رموشي المثقلة بالنعاس فارق التوقيت وتأثيره السيء على معاد نومي واستيقاظي ... وكأن هناك معاد !! أم أن هناك فارق!!!؟
اليوم لازال في أوجه مشتعلاً كاشتعال حرارة الجو خارجاً وانعكاسه على مبردات تعمل في كل مكان بجد على تحسين انتعاش مجرى انفاسي الذي لا يتوقف محاولاً التأقلم مع هذا المناخ الرطب
أتمدد في سريري .. أتوهم النوم ويهيم قلبي على وجهه في غربة المدينة راكضاً في الشوارع يهزه أصوات سياراتها الفارهة المستعجلة دائماً كمراكب تزدحم البحر تمشي فوق الماء متباهية بأشرعتها مراقصة صفحة الماء على أنغام أمواج الشطآن
، أتساءل عن سبب تنوع أمزجة البشر فالموضوع بحد ذاته بات يؤرقني !!... إختيارنا للأوقات لنلبس عباءة سوداء ولنقرر فجأة ان نخلعها لنرتدي ألوان الربيع والصيف أم ميولنا أحيانا للإنزواء تحت مظلة رومانسيّة الخريف الذي يرى اختراق صنارة صيد لصفحة الماء ظاهرةً بحد ذاتها


تصالحنا أيامنا بصندوق مزخرف تحتضنه يدان تصافحان الأمل وتهدئ أنفاسنا المضطربة من توتر أيام مضت ، نتمتع بصحبة مميزة تضيف نكهة جديدة ولوناً ورائحةً مفعمين بذكريات الطفولة وتغمرني المتعة لمجرد أننا نسلك شارعاً مجهولاً في مدينة مجهولة بلا هدف ولا دليل


...تلك حقاً متعة رائعة ...


هل جربتـهـا ؟



ركبنا حافلة الصباح المشبعة برائحة الأمس المخترقة من نور شمس صباح جديد . نتبادل الأحاديث وقد تسمع صدى ضحكات انثوية مكتومة ناتجة عن تعليق سببه على الأغلب رؤيا شبه عادية في مدينة تعانق مبانيها بعضها مناطحة السحاب وتمتد لتعكس سطح البحر المندمج مع رقعة مرتبة مشعة كمرايا لعبة شطرنج تنتظر لاعبيها


فلعبتنا وكما اتفقنا سابقاً مهما تعدد لاعبوها أو حتى باختلاف جولاتها فلا مفر من المناورة بحثاً عن نصر مجلجل أو حتى نتيجة مرضيّة لغرورنا ، فالإنتصار لا يعني المجد دائماً .. النصر يكمن حقاً في ترسيخ اعتقاداتنا وأهدافنا وترك تلك البصمة التي تعودنا على نقشها في نهاية كل جولة ، انه تماماً كمتعة وقوفي بالمطبخ لتحضير وجبة سحرية ، تماماً كما تتجمع الساحرات أمام قدر وموقد ، نضع الأرز أولاً .. بعضاً من الملح ، أضف صلصة البندورة ... قد نحتاج قليلاً من الماء

إنها حياتنا !! كثير من الأشياء الرئيسية وبعض مكملات لغايات إضافة النكهة المميزة ، لهذا السبب تم تسميتها بلمسة الأستاذ . لنحاول تخيّل حياتنا كوصفات تحضير الطعام ومهما حاولنا جميعاً عمل نفس الوصفة فالنكهة ستختلف بالنهاية ولكن لنقدم أطباقنا بحيويّة ولباقة ولنزينها بابتسامة ورضاً عن انجازنا ولنتذوقها بكل استمتاع ولنؤجل التفكير في الطبق القادم لحين شعورنا بالجوع



أصوات .. وروائح .. وهمس .. وغضب .. وحب خرافي .. يفترس عتمة القلوب رغم قوة الأضواء وسطوعها

اندماجات غريبة ولكن هذا أقرب ما يقال عنه وصفة للنجاح

هل تعرف حقاً ما هي!!!؟

ببساطة ...أن تكون سعيداً